في البداية كانت الجزائر. خرج مئات الآلاف من المواطنيين يوم 22 فبراير/شباط من هذا العام منديين بترشح رئيس الجمهورية في ذلك الوقت، عبد العزيز بوتفليقة، للانتخابات بعد عقدين في الحكم. واستمرت الاحتجاجات رغم محاولات القمع حتى استقالة بوتفليقة من منصبه في الثاني من أبريل/نيسان، ليعيد بذلك ثقة الشعوب في قدرتهم على التغيير بعد قرابة عقد من ما سمي بالربيع العربي.
وتستمر الاحتجاجات في الجزائر رغم محاكمة بعضٍ من فلول نظام بوتفليقية، وذلك تنديدًا بالحكم العسكري ورفضًا لانتخابات يتصدرها سياسيون من النخبة التقليدية بينما يطالبون بالإفراج عن مئاتٍ من المعتقلين السياسيين.
وبينما لا تزال معركة الجزائريين ضد الحكم العسكري مستمرة إلا أن انتفاضة السودان حققت إنجازًا تاريخيًا عندما تمكنت من فرض حكم مشترك بين المدنيين والعسكريين وذلك في أعقاب عزل الرئيس عمر البشير في أبريل/نيسان الماضي.
وشهدت مصر أيضًا مظاهرات محدودة لكن استثنائية، وذلك عقب انتشار فيديو للمقاول والممثل المصري محمد علي يروي شهادته عن ما وصفه بفساد قيادات الجيش التي علم عنه من خلال صفقات المقاولات التي عمل بها.
وفي الوقت الذي ألهمت فيه انتفاضة السودان شعوب المنطقة بأسرها، من بينها جماعاتٍ في سوريا المكلومة، هدأت نسبيًا وتيرة الاحتجاجات. إلا أن معاناة العراقيون واللبنانيون من أوضاعٍ اقتصادية سيئة أدت إلى إندلاع الاحتجاجات في العراق أولًا، ثم لحقها خروج مئات الآلاف من اللبنانيين ضد العهد القوي ليكسروا لأول مرة النظام الطائفي الذي أتى في أعقاب الحرب الأهلية.
وعقب عودة العراقيين إلى الشوارع في الخامس والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول واجهوا أحد أسوء أشكال القمع في المنطقة التي أودت بحياة المئات وأصابت الآلاف.
وتظل بنهاية العام، الاحتجاجات مستمرة رغم استقالة رئيس الوزراء العراقي عادل مهدي ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
في العام 2019، استقال من الحكم 4 حكام عرب بعد احتجاجات مطالبة بعزلهم. وأدت عودة الناس للشوارع إلى إعادة آمال الربيع العربي. عقدٌ انتهى كما بدأ، بانتفاضات شعوبٍ وآمال بالعدالة الاجتماعية والتحرر.