صيادون فلسطينيون يعرضون أسماكهم في سوق السمك في ميناء غزة. 3 مارس/آذار 2019. صورة: Majdi Fathi/NurPhoto

على الشاطئ في ميناء مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، يجلس الصياد الفلسطيني علي بكر قرب شباكه التي لم يعد يستخدمها بسبب القيود التي تفرضها السلطات الإسرائيلية على عمل الصيادين.

لا يبالغ بكر الستيني حينما يصف حال الصيادين في غزة بـ”المأساوي” بسبب ندرة الصيد بالمنطقة المسموح لهم بالعمل فيها، كما يقول لموقع “آسيا تايمز.”

تفرض إسرائيل تضييق شديد على الأنشطة البحرية على ضفاف قطاع غزة المحاصر الذي يعيش فيه مليوني شخص.

على الصيادين الامتثال للقواعد العشوائية التي تحددها إسرائيل فيما يخص المسافة التي يسمح لهم بالإبحار فيها في بحر غزة والتي يقعوا في خطر مواجهة البحرية الإسرائيلية إذا تعدوها.

منذ شهر مايو/أيار السابق، تذبذت المساحة المسموح للصيادين بالإبحار فيها صعوداً وهبوطاً بين 16 ميل بحري و ست أميال بحرية (11كم)

رحبت حركة حماس الإسلامية الحاكمة للقطاع بوساطة الوفود المصرية والقطرية والأممية في الشهور الماضية على أمل التوصل لاتفاق طويل الأمد مع إسرائيل يؤدي لإنهاء الحصار. إلا أن هذه الجهود واجهت عقبات كثيرة، كان آخرها اندلاع الصراع على الحدود مجددا عندما أطلق الفلسطينيون البالونات الحارقة والصواريخ وردت إسرائيل بضربات جوية.

وقد دفع الصيادون الثمن.

من أعطاني سمكة

أصدر جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي ومستشاره الشهر الماضي ورقة بعنوان “السلام للرخاء” ينوه فيها لفرص استثمار وتجارة وريادة أعمال للفلسطينيين في الأراضي المحتلة.

في الأيام الأخيرة، أعادت إسرائيل بأمر محكمة 21 قارب كانت تحفظت عليهم من صيادين، بحسب جريدة هاآرتس الإسرائيلية. إلا أن القوارب عادت بدون االمحركات وشبك الصيد، في وقت لا يستطيع معظم الصيادين في غزة تحمل تكلفة إصلاح قواربهم.

بحسب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان ومقره جنيف، 95% من صيادي قطاع غزة يعيشون تحت خطّ الفقر وانخفض عدد الصيادين المسجلين في خلال العقد السابق من 10 آلاف ، إلى 4 آلاف فقط. بيّن المرصد أيضاً أن هناك حوالي 200 قارب صيد، و5 قوارب بمحركات صغيرة  معطّلة، في ظل غياب المواد والمعدّات اللازمة لإصلاحها.

يعتبر الصياد معتز بصلة الذي يعول عائلة من 10 أفراد أن مهنة الصيد أصبحت “ما تجيب همها”، مضيفاً: “الصياد في غزة يحمل حياته على كفه و يلازمه الخوف من القتل والإصابة بالرصاص أو الاعتقال أو الفقر جرّاء مصادرة الاحتلال لقاربه وتخريب معداته”.

قال بصلة ل”آسيا تايمز” إن الجيش الإسرائيلي يعتدي عليه وعلى أشقائه ومعداتهم بشكل مستمر. في بداية السنة اعتقلت السلطات الإسرائيلية ستة أشخاص من عائلة بصلة وصادرت ثلاثة من قواربهم.

يقول بصلة:”بعد أن كنا تجار سمك أصبحنا عمالا نشتري السمك من بعض التجار كي نبيعه لهم مقابل 20 شيكل في اليوم.”

بحر مغلق

وقال نزار عياش، نقيب الصيادين، في حديث مع “آسيا تايمز”: “إن سياسية تقليص مساحة الصيد في بحر غزة، سياسة عدوانية، وانتهاكا إسرائيليا بحق صيادي القطاع”.

ويشير عياش إلى أن كميات الأسماك التي يتم اصطيادها في قطاع غزة سنويا هبطت إلى 2800 طن، بينما كانت تصل ل4000 طن عام 2000. يبلغ متوسط دخل الصياد الفلسطيني 500 شيكل (130 دولارا) شهريا.

قتل في غزة العام الماضي صيادون وأصيب العشرات برصاص زوارق البحرية الإسرائيلية في عرض المياه الفلسطينية بغزة. كما اعتقلت القوات الإسرائيلية عشرات الصيادين الآخرين وأطلقت سراحهم بعد فترة.

قال مسؤول لجان الصيادين في غزة، زكريا بكر، لموقع “آسيا تايمز”، أن القوات الإسرائيلية تتعمد منع الصيادين من النزول إلى البحر في موسم الصيد، الربيع والصيف، الذي يعتمد عليه الصيادون بشكل أساسي. تبرر السلطات الإسرائيلية المنع بدواعي أمنية.

Leave a comment