الدراج الفلسطيني علاء الدالي، الذي فقد ساقه بفعل طلقة من جندي إسرائيلي على حدود غزة أثناء مظاهرة في مارس/آذار، يقف بجانب عجلته، في منزله برفح، غزة، في 23 أبريل/نيسان. صورة: Ali Jadallah / AnadoluPalestinian cyclist Alaa al-Daly, who lost his leg to a bullet fired by an Israeli soldier along the Gaza border during a demonstration in March, stands next to his bicycle, at his home in Rafah, Gaza, on April 23. Photo: Ali Jadallah / Anadolu
Palestinian cyclist Alaa al-Daly, who lost his leg to a bullet fired by an Israeli soldier along the Gaza border during a demonstration in March, stands next to his bicycle, at his home in Rafah, Gaza, on April 23. Photo: Ali Jadallah / Anadolu

   عندما توجه علاء الدالي، بطل ركوب الدراجات الفلسطيني، بدراجته للحدود الشرقية لقطاع غزة للمشاركة في اليوم الأول من المظاهرات التي طالبت بإنهاء الحصار الإسرائيلي للقطاع الذي استمر عشر سنوات، لم يكن يعلم أن مشاركته ستكلفه فقدان ساقه ومستقبله الرياضي.

أنهى الدالي ذو ال21 عام تدريبة مبكرا في 30 مارس/آذار الماضي، وتوجه بدراجته للمشاركة في مسيرة في منطقة الحدود المحتلة.

يتفاوت عرض المناطق المختلفة في غزة من 6كم إلى 11كم ويجاورها من الغرب البحر المتوسط، ومن الشرق تمتد حدودها مع إسرائيل بطول 50كم. لدى جارتها الأخرى الوحيدة مصر اتفاقية سلام مع إسرائيل وتفرض قيود شديدة على حركة مرور الأشخاص والبضائع عبر معبر رفح الجنوبي.

يقوض الحصار شبه الكامل أبسط الإصلاحات اللازمة للبنية التحتية وهو ما يعني تدهور خدمات الصرف والمياه والكهرباء لتصبح شبه معطلة. يعيش سكان غزة الذين يبلغ عددهم 1.8 مليون في ما يشبه سجن مفتوح منذ سيطرة حركة حماس الإسلامية على الحكم في 2007 بعد فوزها بالإنتخابات النيابية.

يقول الدالي أن السلطات الإسرائيلية منعته من السفر للمشاركة في بطولات عالمية عدة مرات لذلك كانت مطالبة المسيرات برفع الحصار مهمة بالنسبة له.

كانت البطولة الآسيوية 2018 التي تقام في أغسطس/آب في جاكارتا اقتربت وكان الدالي متشوق لتمثيل بلاده بها.

يحكي الدالي عن هذا اليوم الأول من المسيرات: « كنت على بعد ما يقارب من ٢٥٠ متر من السلك الشائك وأستقل دراجتي الهوائية وأرتدي الزي الرياضي الخاص بالتدريب وفوجئت بطلق ناري متفجر يصيب قدمي اليمنى اطلقه قناص اسرائيلي متمركز على الحدود».

الصدمه التي انتابت الدالي إثر إصابته في قدمه لم تكن الأخيرة.

في خلال ثمانية أيام أجرى الأطباء ثماني عمليات في محاولة لإنقاذ ساق الدالي، وفي النهاية اضطروا لبترها، لتتحطم آماله في العودة للرياضة التي مارسها منذ الطفولة.

تحت الحزام

وجدت منظمة أطباء بلا حدود نمط من استهداف القوات الإسرائيلية للأطراف السفلى للمتظاهرين باستخدام الرصاص الحي.

قالت المنظمة في بيان: «في إحصائية أطباء بلا حدود، فإن غالبية الجرحى الذين عالجتهم ما بين 30 مارس/آذار و31 أكتوبر/تشرين الأول والبالغ عددهم 3117 جريحاً –من بين إجمالي من أفادت وزارة الصحة أنهم أصيبوا بالرصاص الحي وعددهم 5866 جريحاً– أصيبوا في منطقة الساق».

قالت منظمة أطباء بلا حدود في غزة إنّ العدد الكبير من جرحى العيارات النارية في القطاع، ذوي الإصابات المعقدة والخطيرة، يفوق قدرة النظام الصحي على الاستجابة لها. وقالت ماري-إليزابيث إنجرس، مديرة مهمة المنظمة في غزة: «هذا العدد من الإصابات كافي لإرهاق أفضل نظام طبي في العالم».

أضافت المنظمة في بيانها أن العديد من المصابين يواجهون خطر تعرض جروحهم للتلوث، أو تعرضهم للبتر أو حتى الوفاة إذا لم يحصلوا على علاج خارج غزة. وحثّت المنظمة في بيانها السلطات الإسرائيلية والفلسطينية على تسهيل عمل مقدمي الرعاية الصحية في غزة، وتسهيل إخلاء الحالات الحرجة التي تحتاج للعلاج بالخارج.

اتهمت إسرائيل الحركات الفلسطينية باستخدام المسيرات للتغطية على محاولتها اختراق الأراضي الإسرائيلية.

قال المفوض السامي لحقوق الإنسان للأمم المتحدة رعد الحسين، بعد مقتل 60 متظاهر في يوم واحد في مايو/أيار ، أن بعض المتظاهرين ألقوا بقنابل المولوتوف على القوات الإسرائيلية، إلا أنه أكد أن هذا لا يبرر استخدام العنف القاتل ضد آلاف الأشخاص. في إشارة للمتعرضين للبتر، قال زيد: «هم بشكل أساسي محبوسين في منطقة مسمومة منذ الولادة حتى الموت، محرومين من الكرامة، تنتزع منهم السلطات الإسرائيلية آدميتهم لدرجة يبدو أن المسؤولين لا يفكرون أن هؤلاء الرجال والنساء لهم حقوق، ولديهم مبررات كثيرة للتظاهر».

خسارة العائل

الشاب حسام الدخني، ذو ال٣٢ عام كان أيضاً من بين المصابين بمسيرات العودة على الحدود الشرقية في القطاع. أصيب الدخني برصاصة متفرجة في ساقه ما استدعى بترها بعد فشل الأطباء في علاج تقطع الشرايين والأعصاب.

فقد الدخني، وهو متزوج ويعول أسرته المكونة من خمسة أفراد، مصدر رزقه الوحيد ببتر ساقه، حيث كان يعمل سائقا على عربة صغيرة لنقل البضائع. بعد شهور عديدة، لا تزال حالته غير مستقرة. لا يزال يتلقى العلاج في المستشفى بشكل متقطع إلى جانب العلاج الطبيعي لتأهيله لتركيب طرف صناعي.

يشعر الدخني بالعجز، مع عدم قدرته على توفير الاحتياجات الأساسية لأسرته، و احتياجه للمساعدة في الحركة.

بحسب وزارة الصحة التي تديرها حماس في القطاع، الدخني والدالي من ضمن ١٠١ متظاهر تعرضوا لبتر أحد أطرافهم بعد إصابتهم بطلق ناري أثناء مظاهرات الحدود هذا العام.

Palestinian cyclist Alaa Al-Daly, 21, who lost his leg by a bullet fired by Israeli troops during clashes along the borders between Israel and Gaza, receives a medical check at a hospital in Gaza City, 18 April 2018. Al-Daly's injury on 30 March 2018 has ended his dream to compete in the Asian games and wave the Palestinian flag in Jakarta, however he is willing to compete in the future as an amputee. Photo: Wissam Nassar/dpa
بطل ركوب الدراجات علاء الدالي يقوم بفحص طبي في مستشفى بغزة في ابريل/نيسان. قضت إصابة الدالي على حلمه بالمشاركة في بطولة آسيا ٢٠١٨ في جاكارتا، إلا أنه يأمل في المشاركة في البطولات مستقبلاً. صورة: WISSAM NASSAR/DPA

قال أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية لآسيا تايمز أن العديد من مبتوري الأطراف حرموا من عملية إعادة التأهيل اللازمة بسبب اضطرار مستشفيات القطاع بتفريغ المستشفيات كل أسبوع استعداداً لتلقي مصابين جدد.

توقفت مسيرات العودة في شهر أكتوبر/تشرين الأول، وتم التوصل لهدنة بين إسرائيل وحماس في شهر نوفمبر/تشرين الثاني، إلا أن الوضع لم يتحسن في غزة.

ويقول  القدرة أن مستشفيات الوزارة تعمل بأقصى طاقتها لتوفير عملية التأهيل المطلوبة للمصابين بالبتر والتي تحتاج من ثلاثة لستة أشهر، بالإضافة للدعم النفسي لقبول حياتهم الجديدة.  استطاع عشرات المصابين الحصول على علاج خارج غزة عبر وزارة الصحة أو المنظمات غير الحكومية إلا أن الكثير يظلوا غير قادرين على الخروج سواء بسبب رفض إسرائيل أو مصر.

قال دبلوماسي قطري يوم الثلاثاء أن إسرائيل رفضت إقامة مطار في غزة تمر رحلاته عبر الدوحة.

http://www.atimes.com/article/gazas-amputees-face-death-dashed-dreams-under-blockade/