إرتفاع الدخل أدى لزيادة نسبة استهلاك الكحول في غالبية آسيا ومنطقة المحيط الهاديء، وأصبحت نسبة الوفيات المتعلقة بالاستهلاك الزائد للكحول في تايلاند وفيتنام وكوريا الجنوبية وروسيا من أعلى النسب في العالم.
جنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ هما المنطقتان الوحيدتان في العالم اللتان شهدتا زيادة في نصيب الفرد من الاستهلاك منذ عام 2000، طبقاً لتقرير الحالة العالمية الأخير الصادر من منظمة الصحة العالمية. دعت المنظمة التابعة للأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات أكثر فاعلية لوقف التأثير المتزايد على الصحة.
جاء في التقرير: ” مطلوب إجراءات متضافرة لتحقيق على الأقل استقرار نسبة استهلاك الكحول في جنوب شرق آسيا ومناطق غرب المحيط الهادىء. تتضمن الإجراءات التي أثبتت فعاليتها من حيث التكلفة: زيادة الضريبة على المشروبات الكحولية، منع أو وضع قيود على الإعلان عن الكحوليات والحد من توفر الكحوليات.”
كانت نسبة مستهلكي الكحول من سن 15 وما فوق في منطقة جنوب شرق آسيا، التي تتضمن الهند وبلدان جنوب آسيوية أخرى، في 2016 33.1% فقط. بينما كانت النسبة في أوروبا حوالي 60% وفي أمريكا 54.1% وفي منطقة غرب المحيط الهادىء، التي تضم فيها منظمة الصحة العالمية الصين، 53.8%.
بينما هبطت النسبة في المناطق الأخرى، سجل نصيب الفرد من الاستهلاك في جنوب شرق آسيا ارتفاع شديد من 2.4 لتر كحول صافي للفرد في السنة في 2000 إلى 4.5 لتر في 2016 ومن 4.8 لتر في غرب المحيط الهادىء إلى 7.3 لتر.
ارتفاع النسب في الصين (من 4.1 لتر ل7.2 لتر) وفي الهند (من 2.4 لتر إلى 5.7 لتر) في هذه الفترة كان السبب الأساسي في الطفرات في نسب المنطقتين.

تتوقع منظمة الصحة العالمية أن يرتفع معدل الاستهلاك العالمي للفرد من 6.4 لتر في 2016 إلى 7 لتر في خلال ال10 سنوات القادمة، “إذا لم يتم وقف وعكس الارتفاع المتوقع في نسب استهلاك الكحول في مناطق الأمريكتين وجنوب شرق آسيا وغرب المحيط الهادئ.”
يقول التقرير: “الارتفاع الأعلى متوقع في منطقة جنوب شرق آسيا، بارتفاع 2.2 لتر في الهند وحدها. وثاني أعلى ارتفاع متوقع في منطقة غرب المحيط الهاديء، والتي تمثل الصين أكبر عدد سكان بها، ويتوقع أن يرتفع الاستهلاك بها بنسبة 0.9 لتر من الكحول الصافي للفرد بحلول عام 2025.”
يتوقع التقرير نسب ارتفاع أقل في اندونيسيا وتايلاند وفيتنام، وفي الجهة الأخرى، من المتوقع أن تنخفض نسبة الإستهلاك في بلدان أكثر تقدماً مثل أستراليا. يوجد 1.4 مليار مستهلك منتظم للكحول في جنوب شرق آسيا و1.5 مليار في غرب المحيط الهاديء، وهو ما يمثل نصف مستهلكي الكحول في العالم.
الاستهلاك المؤذي للكحول مرتبط بأكثر من 200 مشكلة صحية، منهم إصابات حوادث الطرق وأمراض الكبد والعنف وعدة أنواع من السرطان وأمراض القلب والإنتحار والسل والإيدز.
إلا أن نسب الوفيات في آسيا متأثرة بمعدل الاستخدام في عدد قليل من البلدان.
أسهَم الكحول في 21.6% من الوفيات المسجلة في روسيا في 2016، و7.6% في كوريا الجنوبية و7.4% في تايلاند و7.3% في فيتنام، حسب منظمة الصحة العالمية. في أوروبا، كانت البلد الصغيرة مولدوفا فقط التي واجهت مشكلة في الكحول هذا العام بنسبة 26.1%.

ساهم الكحول في 1.4% فقط من الوفيات في تركيا و1.7% في اندونيسيا و2.4% في سنغافورة و3.8% في الصين. كان المعدل العالمي 5.3% في 2016 بمجموع 3 ملايين شخص فقدوا حياتهم بسبب إساءة استخدام الكحول.
تقول منظمة الصحة العالمية أن العامل الأكبر في زيادة الأخطار الصحية هي التحول من المشروبات الخفيفة مثل البيرة إلى المشروبات الروحية الأغلى سعراً مع ارتفاع الدخل. تحتوي المشروبات الروحية على نسبة عالية من الكحول في بعض البلدان كما تحتوي على إضافات مؤذية.
هناك الكثير من المشروبات الروحية التي تحضر بالمنزل، وتكون نسبة الكحول فيها غير معروفة، وهي ما يستخدم في 45.4% من الاستهلاك في جنوب شرق آسيا. تشكل المشروبات الروحية 88% من استهلاك الكحول في هذه المنطقة، مقارنة ب59% في منطقة غرب المحيط الهادىء والمتوسط العالمي 44.8%.
في تايلاند، حيث متوسط نصيب الفرد من الاستهلاك 8.3 لتر كحول في 2016، استهلك 69% من شاربي الخمور المشروبات الروحية، بينما استهلك 28% البيرة. تعتبر المشروبات الروحية المشروب الأساسي في كوريا الجنوبية أيضاً ب69%، إلا أن نسبة مستهلكيها كانت 39% و 8% في روسيا وفيتنام الأقل تقدماً.
كان من غير المفاجئ أن تكون الصين والهند، ذوي الكثافة السكانية العالية، أصحاب النسبة الأعلى في الوفيات من الكحول في البلاد الآسيوية في 2016: 264,468 حالة في الهند و249,906 حالة في الصين. سجلت روسيا 63,089 وفاة، بينما سجلت تايلاند 22,448، وفيتنام 21,709، بحسب التقرير.