في أقل من 48 ساعة من رشق جنود الولايات المتحدة بالطماطم والطوب بينما كانوا ينسحبون من شمال شرق سوريا، دخلت روسيا كحكم جديد في المنطقة.
توصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى اتفاق مع نظيره التركي بعد 6 ساعات من المحادثات المتواصلة لوقف العملية العسكرية التركية في المنطقة الحدودية مع سوريا، واستبدالها بدوريات حراسة مشتركة.
وأقر وزير الخارجية التركي ميفلوت كافوسوغلو أن دوريات الحراسة المشتركة لن تنطبق على مدينة القامشلي، حيث حافظ الجيش السوري على قاعدة جوية طوال الحرب.
ومن المزعم انسحاب القوات الكردية، وهي الحليف السابق للولايات المتحدة، مسافة 30 كيلومترًا من الحدود التركية خلال أسبوع – ما يفصلهم عن الأكراد في تركيا.
أما الدوريات التي تم الاتفاق عليها برعاية روسية، سوف يسمح لها بالتوغل على عمق 10 كيلومترات فقط تجاه سوريا، للالتزام بمبدأ السيادة من منظور موسكو.
وقال بوتين الأسبوع الماضي: “بصفة عامة، الاستقرار على المدى الطويل في سوريا يمكن تحقيقه فقط إذا تم الحفاظ على سيادة وسلامة حدودها الإقليمية”، نقلًا عن وكالة الأنباء الروسية تاس.
وأردف: “الأهم، هو أن يحافظ شركائنا الأتراك على هذا التوجه”.
وينحصر حاليًا تواجد الولايات المتحدة في سوريا على قاعدة في أقصى شرق الصحراء السورية، حتى بعدما طرح الرئيس دونالد ترامب بقاء بعض من الجنود في شرق سوريا للاستحواذ على حقول النفط.
تركيا تتراجع
وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قد شدد قبل لقائه ببوتين في سوتشي في روسيا على أن بلاده لا تسعى للاستحواذ على أي منطقة حدودية لأي دولة، معتبرًا أن هذا الاتهام يعد “إهانة”.
ودعمت تركيا العام الماضي غارة في مدينة عفرين شمال سوريا عندما طر\ت الأغلبية الكردية والأقلية الايزيدية وسمحت للمتمردين العرب بالمكوث مكانهم.
وقال الرئيس السوري، بشار الأسد، في زيارة للمدينة الشمالية إدلب، إن القائد التركي يمثل التهديد الأكبر على سوريا اليوم.
“أردوغان…هو لص يسرق القمح والوقود والمصانع والآن يحاول سرقة الأرض”، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية عن الأسد.
ويهيمن على إدلب مقاتل كان منتسبًا للتنظيم القاعدة في السابق، وهو التنظيم الذي يحافظ على علاقة جيدة بتركيا ويدعم علنيًا عملية أنقرة ضد القوات الكردية من ناحية الشرق.
ومن المرجح أن وضع إدلب حيث يعيش 3 مليون شخص – أغلبهم اضطروا إلى إعادة التوطين عدة مرات خلال زمن الصراع – كان من مواضيع النقاش الرئيسية في اجتماعات سوتشي.
بعد المحادثات بين روسيا وتركيا، اتفق الرئيسان على استكمال مجهوداتهم لإيجاد حل سياسي في سوريا، وذلك ليس من خلال الأمم المتحدة لكن من خلال عملية أستانا التي تدعمها روسيا.