أثار مقتل الفتاة الفلسطينية إسراء غريب غضب الرأي العام في فلسطين، اشتباهًا في أنها فارقت الحياة بعد تعرضها لاعتداءٍ متعمد من بعض أفراد عائلتها، بعدما نشرت صورة لها مع خطيبها على حسابها على موقع “إنستغرام”.
وقامت عشرات النساء الفلسطينيات يوم الإثنين بتنظيم وقفة احتجاجية في بيت لحم، تنديدًا بالعنف الأسري ومطالبةً بالتحقيق في مقتل إسراء. وشاركت في الوقفة الاحتجاجية وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية السابقة ماجدة المصري ومخرجة الأفلام الوثائقية الفلسطينية امتياز المغربي.
كما أطلق المغردون على موقع تويتر حملة/هاشتاج #كلنا_إسراء_غريب و#إسراء_غريب، تنديدًا بما يُطلق عليه: بـ “جرائم الشرف”. وتفاعل مع الحملة عشرات الآلاف من رواد مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف الدول العربية.
وتنفي عائلة إسراء الاتهامات بالاعتداء عليها أو تعنيفها.
وتم نقل إسراء التي كانت تبلغ من العمر 21 عامًا إلى المستشفى يوم 8 أغسطس/آب الماضي إثر إصابتها بكسر في العمود الفقري وكدمات في أنحاء متفرقة من جسدها. وبعد خروج إسراء من المستشفى عادت إليها يوم 22 أغسطس/آب لتفارق الحياة.
وزعمت الأسرة في بيان لها الأسبوع الماضي أن إسراء “كانت تعاني من حالة نفسية واضطرابات عقلية أدت لسقوطها بفناء المنزل”. لكن منظمات حقوقية ونشطاء حبذوا الرواية التي تقول إن إصابات إسراء جاءت نتيجة تعرضها للضرب المبرح على يد أبيها وأخيها، مستشهدين في ذلك بصور تداولوها لما يزعم أنه رسائل من إسراء أثناء وجودها بالمستشفى أرسلتها إلى ابنة عمها.
وأعلن رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية، يوم الاثنين، اعتقال عدد من الأشخاص للتحقيق معهم في الواقعة. وقال أشتية إنه سوف يتم الإعلان عن نتائج التحقيقات حال استكمالها، وأكد أن تقرير الفحوص المخبرية لم يصدر بعد.
وقالت النيابة العامة الفلسطينية في بيان إنها “أجرت الكشف الظاهري على الجثمان، وصدر قرار بإحالته للطب الشرعي لإجراء الصفة التشريحية عليه وفق الأصول المتبعة، مضيفة أنها باشرت بسماع إفادات الشهود وجمع الأدلة والبيانات الأولية والتحقيق وفقا للوقائع والملابسات”.
وكانت إسراء تعمل في مجال التجميل في مدينتها بيت ساحور القريبة من مدينة بيت لحم.
وصدر قرار رئاسي في عام 2014 بإلغاء العذر المخفف لعقوبة القاتل في قضايا القتل على خلفية الشرف، والذي كان يمنح لمن يقتل امرأةً دفاعًا عن الشرف، وذلك بموجب قانون العقوبات المعمول به منذ عام 1960.