أدانت محكمة إسرائيلية اليوم الأحد زوجة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإساءة استغلال الأموال العامة لشراء الطعام، وقد اعترفت سارة نتنياهو بالتهمة في مقابل إسقاط المحكمة لتهم أخطر، في إطار اتفاق قضائي.
أدى الاتفاق لنهاية مبكرة لمحاكمة كان من المتوقع أن تثير ضجة كبيرة إلا أن المتاعب القانونية للأسرة النافذة لم تنتهي بعد. يواجه رئيس الوزراء المخضرم نفسه خطر الإدانة بتهم الرشوة وخيانة الأمانة في الشهور القادمة.
من خلال اتفاق قضائي وافق عليه القاضي آفيتال شن، تم إدانة سارة نتنياهو باستغلال أخطاء فريق الحسابات الحكومي لتعدي سقف الإنفاق المحدد.
تم تغريمها ب10 آلاف شيكل (2800 دولار) وإلزامها بدفع 45 ألف شيكل (12600 دولار) آخرين للدولة.
بالرغم من كون زوجها مليونير، إلا أنها طلبت تأجيل السداد ووافق القاضي على أن يتم الدفع عن طريق دفعات شهرية تبدأ في سبتمبر/أيلول.
قال شن أثناء نطقه الحكم: “الاتفاق الذي توصل له الطرفان مُرضي، ويعكس بشكل مناسب الأفعال وجديتها على المستوى الإجرامي”.
تم توجيه الاتهامات لسارة نتنياهو، التي كان لها وجود عام بارز منذ بداية ولاية زوجها الممتدة، في يونيو/حزيران 2018 بالاحتيال وخيانة الأمانة بسبب شراءها وجبات بقيمة 100 ألف دولار من موردين إسرائيليين معروفين.
كانت زوجة رئيس الوزراء ادعت كذباً عدم توفر طاه في مقر رئيس الوزراء.
تضمن حكم الإدانة الذي تم الموافقة عليه اليوم إسقاط تهمة الاحتيال واستبدالها ب “الاستفادة عن طريق استغلال خطأ شخص آخر عمداً”.
يقول نص الإدانة: “بالرغم من توظيف طهاة في المقر، أعطت المتهمة تعليمات للموظفين أن يقوموا، على سبيل العادة، بطلب الطعام الجاهز لها ولأسرتها وضيوفها.”
تكدس عدد كبير من الصحفيين اليوم الأحد في القاعة الضئيلة في محكمة الصلح.
قال المدعي العام إيريز بادان: “في كل اتفاق قضائي يجب أن يقوم كل جانب بتقديم تنازلات، أحياناً تكون تنازلات صعبة.” وأضاف: “إنهاء هذه المحاكمة هو التصرف الصحيح والضامن للمصلحة العامة.”
“إمرأة من حديد”
قال محامي نتنياهو للمحكمة اليوم أن وكيلته تم عقابها بقسوة بالفعل عن طريق الإعلام، مؤكداً أن “أربع سنوات من التسريبات القبيحة وتشويه السمعة تشكل عقاب غير آدمي”. وأضاف: “ما كان أي شخص آخر يستطيع تحمل ذلك، هذه إمرأة من حديد”.
عُرفت سارة نتنياهو باستغلال ثغرات قانونية لاستخدام المال العام في مصاريفها المنزلية الباهظة نسبياً.
جاء في عريضة الاتهام: “في عدة مناسبات، أصدرت توجيهات بإحضار شيفات مطاعم ليطبخوا لضيوفها في المقر، في استغلال مقصود لخطأ المحاسبين”.
تضمنت المطاعم التي اعتادت نتنياهو إحضار طعام لمنزلها منها مطعم إيطالي وآخر متخصص في المشاوي الشرق أوسطية ومطعم سوشي ياباني.
بالرغم من اعتبار أن المحاكمة انتهت في صالح زوجة رئيس الوزراء، أشار محامو الإدعاء لجوانب إيجابية بالنسبة لجانبهم في النتيجة.
قالت محامية الإدعاء جيني أفني: “أهمية هذا الحكم هي أن أي شخص لديه نفوذ على المال العام، مهما بلغت سلطته، لا يستطيع استخدامه كماله الخاص. استخدام مبالغ كبيرة من المال العام خلال سنوات هو انتهاك للقواعد والإجراءات، وهي تهمة جنائية يترتب عليها الإدانة والغرامة المالية الفعلية”.
تواجه سارة نتنياهو أيضاً اتهامات من عاملة نظافة سابقة بالمقر بسوء المعاملة.
في قضية سابقة مشابهة، قامت محكمة في 2016 بالحكم لصالح عاملة منزلية سابقة في مقر رئيس الوزراء بتعويض 47 ألف دولار بعدما اتهمت سارة نتنياهو بالإيذاء المتكرر.
قال رئيس الوزراء، الذي يترقب بدوره محاكمته الخاصة، في منشور على صفحته على الفيسبوك ليلة السبت أن زوجته “بطلة” واتهم الإعلام بالمبالغة في الهجوم عليها.
– Agence France-Presse